-1-
كانت جالسة ذات يوم في غرفتها
وفي أمورها..سَرَحتْ
حتى أتوا وزاحموها المساحة
لم تبالِ..وتَجاهلتْ
ثم أشاروا لها بأن تخلي لهم الجو
فقد ضاق انشراحه
فذهبت ..ولنفسها حدّثت
"ليست الأولى ..وبالتأكيد ليست بالأخيرة "
ثم ..سكتتْ
-----
في أحاديث الحياة انشغلوا
وكانت بينهم مستمِعة
لم يشْركوها في نجواهم
وفي حين غفلة منها..
جُرِحتْ
وهاهي تطبّب جُرحها ..وكلمةٌ أخرى تأتي
ولقلبها ..طَرَحت
ثــم..
كفـــــــــــــــــــــــــــــــى!!!
وبهذه الكلمة
قرّرتْ..
قالت:..سأبتعد!!
ومن ثم لملمت أشيائها ورحلت
-2-
وهكذا رتبت آلامها في القلب
وهمّت..بالرحيل
واعتكفت في صومعتها
تناجي انعكاس مرآتها
تحدّثها عن أعدائها
"قال"..و.."قيل"
لم يتركوها ..
روّجوا أخطاءها ..
بهدفٍ ليته كان نبيل !
لم تبالِ..لم تكترث
-----
وبدأت في رحلة البحث
عما يوسّع عليها هذا الفضاء النحيل
وفي طريق بحثها ..قاطعها
ذلك الشّهم الأصيل
رسم لها قصة..
عيّنها بطلة ..
تظاهرت بالسذاجة
وسايرته بالتمثيل
أهداها حباً..
غزلاً..
وكذبٌ جميل
بادلته بروداً وجفاءً
لم يستهويها حبه الزائف
فما هو إلا ذئب قد استلذ العويل
صارَحته ..
"يا أخي لا تتعب قلبك ..
فما أنت إلا أداة
استخدمتها لأقضي به
هذا الوقت الثقيل.."
سرّحته من حياتها
بعدما أهدته صفعة
لا يدري بعدها أيستفيق ؟!
-3-
وعادت إلى ضيق محرابها
قلّبت صفحات أيامها
وسألت جراحها..
ما الخطأ؟..
أي ذنب اقترفت..
واستحق ذلك معاناتها ..
لم تجبها ..
فنزفت ..
ونزفت ..
وعلى ذكرى حُلوِ أيّامها القليلة
تغذّت..
حتى ماعاد للذكرى مذاق..
واستفحل في ذاتها الجفاف..
لا دموع ..
لا نزيف..
وبهدوءٍ عن هذا الدنيا ..
رَحَلتْ..
وسؤال حيٌّ في أعماقها ..
هل أحزنهم رحيلها ؟..
وهل أخطأت ؟؟..
*محاولة كتابة قصة بطريقة مختلفة