.,؛×~عندما يجنّ الليل

عندما يصعر النوم خده لي ..

متباهيا بقدرته على إتعاب

ما تبقى من جنون سرمدي

يترصدني الأرق..كمختل أحمق ..

وكأنه معجبي السري

فأستسلم للسهر ..

وأودع سريري.. وأهاجر مخدتي

وأوجه روحي للقمر ..

أناديه فينتبه لي ..يعاتبني على كثر السهر ..

فأنكس رأسي ..

وترافق خدي دمعة بريئة ..

"ما ذنبي بجرم النوم ؟..ومن الأرق ما من مفر"

يبتسم فأبتسم

وأردف "ما هذا التجهم وما هذا الكدر ؟"

فيحكي لي عن أفعال ستر الليل ..قبل إنكشاف الفجر ..

***

عندما جنَّ الليل ..

تلاشت أنثى من مأمنها

سكنت خطواتها الملوثة..

أرجاء الشوارع ساعتين قبيل الفجر

وحملت أقدامها جسدا عاريا

إلا من وشاح أُريد منه أن يغطي

قطعة لحم استهلكتها أفواه أراذل البشر ..

مشت حتى وصلت ..إلى صاحب أغلى أجر

وتلوت كسيجارة مسمومة

على شفاه حقير مستعر..

حتى صاح الديك ..

فتبخرت

قبل إنتشار رائحة إحتراق الطهر

وعادت إلى حضن أهلها ..

شريفة تغطي ملامحها لفحة حياء منصهر ..

***

وطفل ملأ البيت بهجة في أصابيح الربيع

وتراكض هنا وهناك

وصدى ضحكاته ..

تعيث في النفس البشر

وعندما جنَّ الليل

ودعته أمه ..وطبعت على جبينه قبلة حب

لم يعط إلا أطايب الثمر ..

وما إن سجل المصباح إنطفائه..

وغطى السواد كل المداخل والحفر ..

توهجت شاشة إختراع العصر ..

أخذت تلك الأنامل الصغيرة

تعزف لحن موت الطفولة قبل بلوغ الكبر

..فافترس الفرائس ..بذهن مريض أشر

وسجل أعلى النتائج في موسوعة العالم ..

كأول ذئب بشري صغير في العمر !!

***

وعندما جنَّ الليل ..

أطفأت تلك الحنون شمعات ليلة العمر

وجمدت شفتاها خد ذلك الذي

كتب أن يكون شريكها القدر

قبل أن يفارقها في ذكرى عقد شراكة

دام خمس وعشرون سنة إلا عشر

بحجة أشغال لم تنضج ..

واستعجاله على قطف الثمر ..

قاد دابته في ليل حالك ..

لا تسمع فيه إلا حفيف الشجر

ذهب إلى من يبيعون الهوى ممزوجا بكأس السكر ..

وأعطاهم ما لم يعطه تلك المخدوعة

بخاتم قيل أنه يحمي القلوب من الغدر !!

***

ودقت الساعة ..

معلنة عن تشريف الفجر ..

وودعني القمر بنصف قرص مظلم

ونصف مكشوف غير مستتر

وجاء نور الشمس ليخفي

عيوب مدعي الأخلاق

منتحلي سمات الطهر !!ِ

*عذرا لبعض الكلمات الموجودة في النص ..

**لسبب ما لا أستطيع تلوين النص بألوان أخرى ..من له الخبرة بكيفية إرجاع خاصية تلوين النص فليخبرني