.,؛×~إنهم يتحدّثون

أرهفت سمعي..

فعلا نحيب أحدهم..

وآخر يأن بألم ..

إنهم في داخلي يبكون..

علت أصواتهم ..لا أستطيع إسكاتهم ..

لم أعد أستطيع تجاهلهم ..

واليوم !..إنه دورهم ..فليتكلموا ..

وأرجو منكم لهم أن تستمعون ..

أرهفوا السمع ..وأمعنوا النظر فيهم

كم تغاضيت عن دموعهم!

..وها أنا اليوم أستسلم لهم

فلهم الحق في البوح ..كما أتعبتهم بالكتمان ..

***

أمضي ..

إلى حيث تأخذني الأيام يا أخي..

والكل حولي يرافقوني..

ولا يلبثون يختفون!! ..

إنظر إلى ذاك قد وجد من يرافقه لدربه

فتركني..

وتلك واروها الثرى ..وعلى قبرها صرت أبكي ..

..وذاك الذي فضّل الوحدة ومع نفسه

في دروب الحياة يمشي

وأخرى ..ذهبت إلى أين؟؟ ...علني أدري

وأمضي والطريق بلا نهاية ترضي ..

***

أماااااه ..

فلتنقذيني ..

نفسي تأكل نفسي

وروحي تتضاؤل رغم كبر سني

أمااه ..أخبريني لماذا لازت أشعر بأني

طفلة !!

والكل من حولي يكبرون

ألإني بطبعي بريئة ولا أدري ما يكيدون؟!

أم لأني مريضة والكل حولي أصحاء

وعلى الرياء هم يقتاتون!!

أريد أن أكبر مثلهم ..لكن أمااه ماذا تعني

كلمة "ينافقون"؟!

***

أبتااااه ...ألم تقل أنك درعي

الذي سيحميني من غدرهم ..

ها أنا غدرت !!..وتشوهت الصورة

أتذكرها أبي.."الصورة"!!

..تلك التي أخبرتني يوما أنها

ستظل شاهدة على نقاء قلوب البشر ..

شوهوها ..قلت أنهم إذا ما وقعت سينتشلوني

لكن أبتااه لماذا أوقعوني ..

ومن ثم ردموا الحفرة وحثوا التراب فوقي ..

وبلا كفن دفنوني!!

ألم تقل أني إذا بكيت مسحوا دمعي..

بالله أخبرني كيف يمسحون دموعي وهم أبكوني!!

ألم تقل أنهم تطبيب جرحي سيعلموني ..

ولكن كيف أطبب جرحي ..

"بالسكين" التي في يوم ميلادي أهدوني؟!!

***

أنا هنا ..فلتنظري لي ..

أختااه ..أرجوك التفتي نحوي..

لماذا لا تكلميني؟..أريد أن أحكي لك

عما في حياتي يجري..لماذا ابتعدتي ..

ألم أقل لك أنهم ودّعوني..

إذا لماذا لست بجنبي تصبّريني

على فقدان من ملكوني ..

لماذا لا تصل إليك يدي؟..اقتربي أكثر

بالله عليك تعالي..لا تغضبيني !!

لماذا لا تعود الأيام كما كانت أخبريني..

أتذكرين من قلتي أنهم يحبوني..

لماذا اليوم نكروني؟! ..

أختااه إن لم تجيبيني

فمن ذا الذي بحق الله سيجيبني؟؟ ..

***

أنت يا هذا ..نعم أنت

ألم تقل أنك صاحبي!!

يا روحي ..يا كل ما أملك ..

أينك ..أتدري ما حصل ؟..

عندما غبت عني ..

كل ماقد بنيته لي قد تحطم ..

كيف أرممه علمني..

أساسات حبنا تهالكت..

ذلك المقاول الذي حدّثتني عنه

خلط الثقة بالشك..فأصبح الأساس هش

من أين أتيت به ..أهي تلك من أوصتك به؟؟

ماذا دهاها!! ..أتريد البناء علي أن ينهد ..

أكنت تعلم بنوايها؟ ..لا..لم تكن تعلم

أصدقك!!..

حبي ..اشتقت لك..لا يهمني البناء

مادمت هنا وبين يديك ستأويني

أنت أماني حناني وكل الأماني

لا تبتعد..وإن ابتعدت خذني معك..

لا مكان في غيابك يحتويني..

***

همومي ياصغاري ..

أحبائي ..متى تكبرين؟ ..

وتنكحين من يأخذك عني

أعدك سأشتاق لك ..

ولكن ارحلي ..ارحلي

فكيف لي أن أشتاق لمن

لازم قلبي طول السنين!! ..

نعم نعم أحبك ..

وأريدك أن تستكشفي غيري

فكيف لك أن تعرفي قدري..

وأنت ساكنة فيني

وإن وجدت من يتحمل أنينك المر ..

أخبريني..فلأشكره ..

ولا تعودي ولكن لا بأس أن تزوريني

وتذكري ما علمتك كل ما خفت زيارتك زاد قدرك

إلى لقاااء ليس بقريب ..

أو لماذا لا نقول..

وداعا !!